Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

What does Ali Harb mean exactly by modernity?

علي حرب مفكرلبناني تبوأ مكانة خاصة في العالم العربي ما انفكّ  يتسائل عن معاني السلطة والمعرفة و الهوية، دون أن يمتنع عن ابداء أراء قاطعة، أحيانا، حول غياب المثقين العرب أوعدم استناد الاسلام السياسي على قواعد فكرية متينة، وهو يعتمد في كتاباته على أسلوب ممتع بألفاظ منتقاة.

مع هذا،  لا يخلو انتقاده للحداثة من بعض التناقضات التي يمكن عرضها بالطريقة التالية.

أولا، يرى علي الحرب أنّ الحداثة مفهوم عفى عليه الزمن في الغرب في حين يصرّ المفكرين العرب على انشاء مشروع يعتمد على أفكارلقيت رواجا في أوربا أو لأمريكا منذ بضعة قرون، قبل أن يتجاوزها الفلاسفة الغربييون أنفسهم للخوض في تجارب جديدة. و لهذا السبب بعيب حرب على المحدثين العرب تبنيهم لعقلانية ديكارت مثلا أو نقدية كانت، و هي تندرج في نظره ضمن الأنظمة الفكرية التي يجب التملص منها بصفة نهائية.

يرى المفكر اللبناني أننا نعيش عصر ما بعد الحداثة الذي يستدعي بالضرورة  نمط فكري بعد حداثي. ولتعزيز هذا الطرح يستشهد علي حرب بمثال المفكرين الذين لم يعودوا يلعبو دورا في العالم مقارنة برجل كبيل غايتس الذي غير مجرى التاريخ عن طريق ابتكاراته في ميدان الاعلام الآلي أو ستيف جوبس.

هنا تجدر الاشارة الى أن ثورة المعلومات و التكنلوجيا الجديدة هي امتداد للحداثة و لا تمثل قطيعة معها. فالقعلانية في هذه الحالة ارتبطت بمشروع رأسمالي هدفه جني أكبر قدر من الأرباح من خلال تزويد المستهلكين بأجهزة و لوازم تغير من نمط عيشهم، و تسمح لهم باختزال الزمن و المكان بطريقة مبتكرة لم يشهد لها مثيل عبر التاريخ. مع هذا بيقى أن الرأسمالية لم تصبح "بعد حداثية"، و لكن المشكلة هو غياب تيار فكري متين قادر على تحليل الواقع و مستجدات العصر، كما فعلت مدرسة فرانفورت التي اعتمدت على الماركسية والمثل العليا لعصر الأنوار للنقد الاجتماعي للرأسمالية، هذا و يرى علي حرب أنّ أفكارعصر الأنوارلم تعد صالحة لعصرنا  مع أنّها منظومة غير منغلقة على نفسها و الدليل على ذلك هو أنّ أحد رواد مدرسة فرانكفورت و هو يورغن هابرمس تم انتقاده من قبل الفيلسوفة الأمريكية نانسي فرايزر التي استندت الى أدوات نفس المدرسة في الفكر للتشكيك في أطروحات هابرماس حول الفضاء العام  اذا تعلق الأمر بالنساء. من هنا يتضح أن الأفكار لا تتطور دوما بشكل خطي بل حلقي، مع الرجوع أحيانا الى المفاهيم القديمة لالقاء الضوء على مشاكل و صراعات الحاضر و بالتالي فانّ الفصل بين ما هو حداثي أو بعد حداثي ليس بالأمر الهيّن.

هناك مسئلة أخرى كثيرا ما تتطرق اليها علي حرب و هي العلمانية، فرغم أنّ حرب يلوم المفكرين العرب لتمسكهم بمفاهيم عصر الأنوار كالعقلانية فانّه هو يبقى بنفسه متثبط بفكرة معينة عن العلمانية، خاصة العلمانية الفرنسية التي نتجت عن قانون فصل الدين عن الدولة لعام 1905 ، مع أنّ العلمانية التي يراها كمثل أعلى تأثرت هي الأخرى بفلاسفة الحداثة و الأنوار ومازالت متأثرة بهذا النمط من التفكير ما يؤدي في كثيرا من الأحيان الى نشوء خلافات حادة في هذا الصدد بين أوساط المفكرين و الصحافيين في فرنسا أو غيرها من الدول الغربية.

زد الى هذا أنّه لا يجب أن ننسى أمرمهمّ هوأنّ ما نسميه التيار الاسلامي ظهر بعد فشل المشاريع القومية و الاشتراكية في الوطن العربي، و لهذا يمكن أن نرى بعض النقاط المشتركة بين ما بعد الحداثة و الحركات الاسلامية التي يمكن وصفها الى حد ما ب "ما بعد البعثية". يمكن أن تستدلّ على ذالك بمثال موجود في رواية أدبية مستوحاة من الحياة الشخصية للكاتب الانجليزي من أصول باكستانية حنيف قريشي. اسم الكتاب "بلاك ألبوم" و يروي قصة طالب باكستاني يقطن بأحد الأحياء البائسة في لندن، و يجد ملاذا في جماعة من الشباب الذين يؤمنون بنجاعة الاسلام السياسي.

في الرواية مقطع مهم يتناول قضية الكتابة ووظيفة الروائي.  هنا يعرض البطل موقفه و يقول أنّ الكاتب لا يقوم بشيء آخر سوى توضيح نظريه للعالم و ابداء رأيه الشخصي، فيجيبه زملائه بأنّ هذا نوع من الغرور و الغطرسة، فمن يكون هذا الكاتب ليحق له عرض نظرته الى العالم؟

 

هذا يذكرني ببعض أراء مفكرين ما بعد الحداثة الذين تحدّثو عن السلطة التي يمارسها الكاتب أو الفنان على غيره والوسائل التي يعتمد عليها لبلوغ أهدافه  كالتلاعب، وهكذا يتبين وجه الشبه، غيرالمقصود ربّما، بين نوع من الفكر الاسلامي و فكر ما بعد الحداثة.

أخيرا يرى علي حرب أنّ المفكرين العرب، و المفكرين على العموم، مطالبين ب "خلق حقائق جديدة"  عوض البحث عن الحقيقة المطلقة التي يستحيل ايجادها. صحيح أنّ الحقيقة بهذا المعنى ليست في متناول أحد، غيرأنّ البحث عنها هو محرك كل عمل فكري و ابداعي. اضافة الى هذا فانّ التكلّم عن "خلق واقع أوحقيقة جديدة" يشير الى وجود واقع مرجعي، ان صح التعبير، نستند اليه عند صياغة مفاهيم جديدة. الأمر مماثل اذا تعلق بأشكال مبتكرة من الأداب أو الفنون التي يمكن وصفها بما بعد الحداثية أو التجريبية، مع أنّها تبقى بطريقة او بأخرى متجذّرة في سياق مكاني و زمني محدد، فالسريالية و الداديّة و الرواية الجديدة كلّها تيّارات تبقى متعلقة بمرحلة معينة ولو أنّها قد تملك قيمة فنية تصمد امام مرور الزمن و تحول الظروف السياسية و الاجتماعية.

هذا و يبقى أن نفهم ما هي كيفية الوصول الى حقائق جديدة حسب رؤية علي حرب،  وخير وسيلة لبلوغ هذا الهدف هي التعرف أكثر على مؤلفاته وقراءتها، مع الذكر أنّ منشورات الاختلاف قد نشرت كتابا له منذ سنين، و هي مبادرة لابد أن تتكرّر.

الياس فرحاني

 

 

 

 

 

 

ا    

Tag(s) : #Politique
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :